7 min (1905 words) Read

الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تراجع بعض أدوار البشر، لكنه قد يمنحهم فرصة أكبر لأداء أدوار أخرى

 

الذكاء الاصطناعي يَعِدُ البشر بالمزيد من الفرص في عدد أكبر من المجالات - حتى وإن تولى كثيرا من المهام التي كانت حتى وقت قريب حكرا على الإبداع البشري. ولكن ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيتيح مساحة أكبر أم أقل أمام المواهب البشرية، فهو أمر يتوقف على مدى توافر أدوات الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات وعدالة استخدامها. ويكمن التحدي أمام صناع السياسات في توفير الظروف التي ستتيح للذكاء الاصطناعي تعزيز إمكانات البشر.

لنفكر في لعبة الشطرنج على سبيل المثال. فعلى مدى عقود، تفوقت الآلات على البشر في هذه اللعبة. فقد فاز حاسوب "ديب بلو" (Deep Blue) من تصنيع شركة آي بي إم على بطل العالم "غاري كاسباروف" في عام 1997، فما بالكم وقد أصبحت محركات الشطرنج أقوى بكثير اليوم. بيد أن البشر لم ينصرفوا عن لعب الشطرنج. ففي الواقع، يرى كثيرون أن هذه اللعبة أصبحت أكثر شعبية من أي وقت مضى لكثير من الأسباب، من بينها سهولة الوصول إليها عبر الهواتف الذكية والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ونتيجة للإغلاقات العامة بسبب الجائحة، وكذلك شعبية المسلسل القصير "مناورة الملكة" (The Queen’s Gambit) الذي بثته شبكة نتفلكس. علاوة على هذا، يعتقد البعض أن البشر أصبحوا لاعبين أفضل نتيجة ما تعلموه من الكمبيوتر والإنترنت.

والحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير مماثل - أفضل أو أسوأ - على العمل، والتعليم، وحتى على الرياضة والفنون.

موهبة ثمينة

يوثق العديد من الدراسات الجانب السلبي المحتمل للذكاء الاصطناعي على أسواق العمل. فمع تزايد قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع المهام المعقدة، بات دور المواهب البشرية مهددا. وقد يصبح عمل البشر مقتصرا على مجموعة متناقصة من المهام، في حين تفقد المواهب التي كانت لها قيمة كبيرة في السابق - مثل القدرة على حفظ كم هائل من المعلومات عن ظهر قلب، أو تحدُّث عدة لغات، أو التعرف على أنماط معقدة - أهميتها مع تفوق أداء الآلات على البشر في هذه المجالات.

ووفق بحث* أجراه صندوق النقد الدولي، قد يؤثر الذكاء الاصطناعي على نحو 40% من حجم العمالة العالمية عبر مجموعة كبيرة من الوظائف. ويستند هذا التقدير إلى نسبة المهام ضمن هذه الوظائف التي يمكن للذكاء الاصطناعي أداؤها بالفعل، بما في ذلك الترجمة التحريرية، وتلخيص المعلومات، والترميز البرمجي. وغالبا ما اعتبرت هذه المهام - التي تُصنَّف باعتبارها "مهامَّ إدراكية" لأنها تقوم على حل المشكلات والتواصل - من المجالات التي يتمتع البشر بميزة واضحة فيها، على عكس المهام الروتينية، أي المهام المتكررة التي حلت محلها الموجات الأولى من الأتمتة.

فعلى سبيل المثال، تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم المحامين في البحث القانوني، وتحليل النصوص، وصياغة المستندات، وهو ما أدى إلى الحد من الاعتماد على وظيفة المساعد القانوني. وبالمثل، أدت برمجيات الترجمة التحريرية القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى تراجع الطلب على المترجمين البشر في قطاع الأعمال، كما تتفوق أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية على البشر في الاكتشاف المبكر لمرض السرطان عن طريق تحليل صور الأشعة وفحص الدم.

وحتى في نطاق المهام المتناقصة التي لا يزال البشر يؤدونها، يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف معنى التميز. فعلى الرغم من أن أدوات الذكاء الاصطناعي تحسن من الإنتاجية بوجه عام، توضح دراسة Erik Brynjolfsson, Danielle Li, and Lindsey Raymond (2023) من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا عدم المساواة في توزيع المنافع - فهي تحسن ناتج العمالة الأقل خبرة والأدنى أداءً، وهو ما يضيق الفجوة بينها وبين المواهب في الشريحة العليا إلى حد كبير. ففي مجال الترميز البرمجي على سبيل المثال، يمكن للعمال الأقل خبرة أن يحققوا بمساعدة الذكاء الاصطناعي مستويات من الإنتاج أقرب إلى ما يحققه المطورون المهرة. ويمكن لهذا التأثير الذي يساوي بين المهارات أن يفقد المواهب البشرية قيمتها مع تراجع الفروق بين الأداء الاستثنائي والعادي. ومع تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي، فإنها قد تتفوق أيضا على أداء الخبراء من البشر في مجالات معينة، مما يحد أكثر فأكثر من الحيز المتاح للتميز الذي ينفرد به البشر.

الإبداع البشري

ومن الانعكاسات الأخرى فقدان الإبداع البشري والشعور بالملكية. فمع تزايد الدعم الذي تتيحه أدوات الذكاء الاصطناعي للبشر عبر مجموعة كبيرة من المهام - مثل الترميز البرمجي، وإنشاء المحتوى، وتشخيص الأمراض، وتأليف الموسيقى - يصبح الاعتماد المفرط عليها أمرا طبيعيا. وقد يؤدي هذا الاعتماد إلى تداعيات غير مقصودة على الابتكار. فعلى سبيل المثال، قارنت دراسة أجراها فابريزيو ديل أكوا وزملاؤه الباحثون (2023) بين مستشارين استخدم بعضهم أدوات الذكاء الاصطناعي دون البعض الآخر، وخلصوا إلى أن العمل الذي أنتجته المجموعة الأولى من المستشارين كان أقل إبداعا. فقد كان عملهم على درجة أكبر من الجودة ولكنه كان أكثر تماثلا، حيث وجهت تلك الأدوات جهودهم نحو حلول موحدة.

غير أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد فحسب بتقويض الابتكار البشري، وإنما من شأنه أيضا حرمان المبتكرين من ثمرة إبداعهم. فأدوات الذكاء الاصطناعي يتم تدريبها عن طريق التنقيب في نصوص وبيانات كم هائل من المحتوى الذي ينشئه البشر. ولا يقدم مطوروها دائما تعويضا للمصادر البشرية لتلك البيانات أو عرفانا بفضلها. ونشأت عن ذلك دعاوى قضائية عديدة قدمها صانعو المحتوى زعموا فيها عدم قانونية استخدام مواد خاضعة لحقوق التأليف والنشر. فعلى سبيل المثال، أقامت جريدة نيويورك تايمز دعوى ضد شركة الذكاء الاصطناعي OpenAI بتهمة إساءة استخدام أرشيفها الخاضع لحقوق التأليف والنشر، وقد انضم ناشرون آخرون إلى القضية مؤخرا. وبالمثل، رفعت مجموعة يونيفرسال ميوزيك (Universal Music Group)، ومجموعة وارنر ميوزيك (Warner Music Group)، ومجموعة سوني ميوزيك إنترتينمنت (Sony Music Entertainment) دعاوى قضائية ضد شركتي سونو Suno ويوديو Udio البادئتين في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى التي طورتها الشركتان.

وغالبا ما تصرح شركات الذكاء الاصطناعي بأن الكم الهائل من البيانات المستخدم في تدريب أدواتها محمي بمبدأ "الاستخدام العادل" الذي يتيح استخدام المواد الخاضعة لحقوق التأليف والنشر في مجالات التعليم أو البحث أو التعقيب. وفي المقابل، رد صانعو المحتوى على هذا القول بأن حجم استخدام الذكاء الاصطناعي ونطاقه يتجاوز بكثير ممارسات الاستخدام العادل التقليدية، وهو ما دفع إلى إطلاق دعوة لسن قوانين وقواعد تنظيمية جديدة لضمان الاستخدام العادل والأخلاقي لأعمالهم الأصلية.

حتى في نطاق المهام المتناقصة التي لا يزال البشر يؤدونها، يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف معنى التميز.  
صانعو المحتوى

يعكس هذا الوضع، جزئيا، خلافا طويل الأمد بين صانعي المحتوى وشركات التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، تراجعت وسائل الإعلام الإخبارية التقليدية مع صعود وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث التي اقتنصت إيرادات الإعلانات. وبالمثل، أحدثت منصات البث الموسيقي المباشر تحولا في نموذج أعمال صناعة الموسيقى، حيث أدت إلى تحول الإيرادات عن مبيعات الألبومات وارتفاع قيمة العروض الحية. ويشكل ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي فصلا جديدا في هذه القصة. فعلى خلاف الابتكارات الإحلالية المبكرة في عالم التكنولوجيا، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي توليد أعمال جديدة تحاكي أسلوب الفنانين دون موافقتهم أو دفع مقابل لهم. وهذا الأمر لا يتيح للمبدعين سوى سيطرة محدودة على كيفية استخدام أعمالهم، ويثير أسئلة معقدة بشأن الملكية وحقوق التأليف والنشر. ويهدد الاستيلاء على المواد من صنع الإنسان بتقويض قيمة الأعمال الأصلية وخنق الإبداع.

إذن، لو أن جل ما يفعله الذكاء الاصطناعي هو تقليص مستويات التوظيف والإبداع - وتقويض التفوق - فكيف يفيد المواهب البشرية؟ للقصة بقية. ففي أماكن العمل، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيل عن العاملين عبء الأعمال الروتينية وأن يتيح لهم الاضطلاع بالمهام الأكثر تعقيدا التي تتطلب استخدام مهاراتهم الفائقة. وبإمكانه أيضا تعزيز المواهب البشرية وإطلاق العنان لها عن طريق زيادة فرص الحصول على تعليم عالي الجودة مصمم لتلبية الاحتياجات الفردية، كما يمكن أن يساعد على دفع الاكتشافات العلمية، مما يؤدي إلى تحقيق نتائج أسرع تبشِّر بمزيد من النجاحات.

التعلُّم والعمل

هذا ما يحدث بالفعل. فبتحطيم الحواجز التقليدية أمام التعليم، تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي للطلاب على اختلافهم إمكانية الحصول على تعليم مصمم لتلبية الاحتياجات الفردية حالت دونه في السابق قيود الجغرافيا أو الموارد أو النظم. فعلى سبيل المثال، تساعد المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أهالي الأطفال المصابين بالصمم أو صعوبات السمع على تعلم لغة الإشارة، مما يسهل التواصل داخل الأسر. فضلا عن ذلك، تساعد الأدوات التعليمية المخصصة، مثل برامج التدريب على القراءة والرياضيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، المعلمين والطلاب والآباء على تحديد فجوات التعلُّم وتصميم المادة التعليمية لتناسب احتياجات فرادى الدارسين.

وفي الواقع، تحمل أدوات التعلُّم بالذكاء الاصطناعي بشرى كبيرة للاقتصادات النامية التي تعاني نقصا كبيرا في أعداد المعلمين المؤهلين. وتساهم منصات الإنترنت في دعم العملية التعليمية في إفريقيا جنوب الصحراء منذ ما يربو على عشر سنوات. وبالمثل، تكتسب منصات الذكاء الاصطناعي في الصين شعبية متزايدة. وهذا التحول نحو التعلم الأكثر مراعاة للاحتياجات الفردية بمساعدة الذكاء الاصطناعي يساعد الطلاب على تنوع خلفياتهم وطرق تعلُّمهم في التفوق دراسيا عبر معالجة نقاط ضعفهم الأكاديمية وتمكينهم من التميز في مجالات قوتهم.

وفي أماكن العمل، يمكن للذكاء الاصطناعي تولي المهام المتكررة والرتيبة، وتبسيط الواجبات الإدارية بحيث يتسنى للعاملين التركيز على المسؤوليات الأكثر تعقيدا وإبداعا والأعلى عائدا، التي تتطلب بصمة بشرية. ويمكن أن يعود ذلك بالنفع على العاملين، ولا سيما في المهن التي تتطلب تفاعلا بشريا وصنع قرارات حاسمة تمس حياة الناس. ففي مجال الرعاية الصحية على سبيل المثال، يمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي المساعدة في إعداد جداول المواعيد، والفواتير، وإدارة سجلات المرضى، وبالتالي تمكين أخصائيي الرعاية الصحية من قضاء وقت أكبر في رعاية المرضى واتخاذ القرارات المعقدة.

وتمتد المنافع إلى مجال الاكتشاف العلمي أيضا، حيث حققت الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي زيادة كبيرة في مستويات الإنتاجية. وتعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ ببنية البروتين من الأمثلة البارزة على دوره التحويلي الذي أقرته جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024. فقد أحدث هذا العمل الرائد ثورة في فهم عملية تَطوِّي البروتين، وأتاح تحقيق قفزات سريعة في اكتشاف العقاقير والتكنولوجيا البيولوجية. وفي أعقاب إطلاق نظام الذكاء الاصطناعي AlphaFold2، قفز عدد بُنى البروتين المتوقعة المتاحة للعلماء من 200 ألف بنية إلى 200 مليون بنية خلال شهور.

إدارة المفاضالات

ورغم ذلك، قد ينشأ عن هذه التطورات عدد من المفاضلات. فقد خلصت دراسة حديثة في مجال المواد الجديدة أجراها أيدن تونر-روجرز، أحد طلاب الدكتوراه في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، إلى أن أدوات الاكتشاف المدعومة بالذكاء الاصطناعي أدت إلى زيادة الإنتاج البحثي بنسبة 44%. وجاءت هذه الزيادة مدفوعة إلى حد كبير بجهود كبار الباحثين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي في أتمتة جزء كبير من عملية توليد الأفكار. وقد أمكنهم فيما بعد تكريس وقتهم لتقييم الاقتراحات الواعدة المتولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتنقيحها – فيما يشبه الديناميكية التي كانت الدافع وراء تأثير نظام الذكاء الاصطناعي AlphaFold. غير أن 82% من العلماء الذين شملتهم الدراسة نفسها أعربوا عن تراجع الشعور بالرضا الوظيفي بسبب تناقص الإبداع وتجاهل مهاراتهم. وهكذا، فمن شأن الذكاء الاصطناعي أن يعزز الشعور بالرضا عبر تمكين العاملين من التركيز على المهام الإبداعية والمعقدة، ولكن الاعتماد المفرط على الأتمتة قد يشعرهم بأن خبراتهم وإبداعاتهم لا تحظى بما تستحقه من تقدير.

والحقيقة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحسين الكفاءة في أماكن العمل وفرص الحصول على التعليم فحسب. فقد أثبتت هذه التكنولوجيا قدرتها أيضا على المساعدة في الكشف عن المواهب المحتملة في المجالات الرياضية والفنية والأكاديمية وغيرها. وتساعد أدوات الذكاء الاصطناعي كشافي المواهب على اكتشاف المواهب الرياضية وتقييمها من خلال تحليل كم هائل من البيانات بحيث يمكن لمسؤولي استقطاب اللاعبين اكتشاف القدرات الاستثنائية. كذلك، فإن استخدام المزيد من البيانات الرقمية في اتخاذ قرارات التوظيف قد يحد من التحيز. ويمكن لأساليب الذكاء الاصطناعي تلك أن تجعل الرياضة أكثر شمولا - على سبيل المثال عن طريق منح فرص لصغار اللاعبين في البلدات الصغيرة والمناطق أو المجتمعات غير الممثلة بالقدر الكافي.

وفي مجال تعليم الفنون الإبداعية، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل أداة توليد الصور DALL-E وأداة إنشاء الموسيقى AIVA ومنصة الموسيقى Amper Music، تتيح للهواة تجربة مختلف مفاهيم التصميم والفنون، وتقييم أعمالهم بسهولة والاستفادة من الأساليب الابتكارية التي تتيحها هذه الأدوات. وهذه الأدوات تجعل تعليم الفنون - الذي اقتصر في السابق على الدراسة الرسمية أو التدريب المكلف - متاحا للجميع.

وفي حين يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل عالم العمل والتعلُّم، فإن تأثيره لن يكون موزعا بالتساوي. فهو للبعض، سيفتح أبوابا إلى فرص كان يصعب في السابق الحصول عليها، أما لآخرين فقد ينتقص من قيمة مواهبهم. ولتعظيم إمكانات الذكاء الاصطناعي، يجب علينا تحقيق التوازن، أي الاستخدام الأخلاقي والعادل للذكاء الاصطناعي كأداة مكملة وكاشفة ومعززة للقدرات البشرية، مع معالجة الحواجز النظامية التي تحول دون وصول منافعه إلى الجميع. وبالإرادة والعمل، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا على بناء مستقبل يمكن للمواهب فيه تجاوز أي ظروف والازدهار من خلال التعاون بين الإبداع البشري والتقدم التكنولوجي.

مارينا تافاريس اقتصادي أول في إدارة البحوث في صندوق النقد الدولي.

الآراء الواردة في هذه المقالات وغيرها من المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مؤلفيها، ولا تعكس بالضرورة سياسة صندوق النقد الدولي.